- قصيدة مهداة إلى الشاعراللبناني الكبيرالمغترب الأستاذ (عصام ملكي) -
عصامٌ أيُّها الفذ ُّ العظيمُ أصيلٌ أنتَ مقدامٌ كريمُ
صَنعتَ المجدَ في كدٍّ وجُهدٍ وفي صرح ِ العُلا أبدًا مُقيمُ
بساحاتِ البلاغةِ والقوافي لكَ الصَّولاتُ ، والدًّنيا تقومُ
حديثُكَ يطربُ الألبابَ دوما وصوتُكَ إنَّهُ العذبُ الرَّخيمُ
كلامُكَ كلُّهُ حكمٌ ووعظٌ وَشِعرُكَ إنَّهُ الدُّرُّ النَّظيمُ
وشِعرُكَ دائما أبدًا منارٌ يهيمُ الصَّبُّ فيهِ والحليمُ
وَشِعرُكَ إنَّهُ الذهَبُ المُصَفّى يحلِّيهِ لكَ الذوقُ السَّليمُ
عطاؤُكَ لا يُدانيهِ عطاءٌ وغيثُكَ لا تجاريهِ الغيومُ
أيا بحرَ المكارمِ دُمتَ ذخرًا لأهلِ الفكرِ ، يأتيكَ الحكيمُ
تنيرُ الدَّربَ في عتمِ الليالي ويجلو العتمُ .. ينهزمُ السَّديمُ
لقد أمطرتنا مدحًا وشهدًا ورُودُ الحبِّ ترتعُ والنّسيمُ
وأنتَ،الدَّهرَ،في الوجدانِ تبقى وربِّي شاهدٌ دومًا عليمُ
يحبُّكَ كلُّ مقدامٍ أبيٍّ وينأى عنكَ مذمومٌ لئيمُ
فأنتَ الحُرُّ في زمن ٍ تهاوى وإنَّ الحُرَّ في الدُّنيا يتيمُ
**
وقد أعجب الشاعر عصام ملكي بقصيدة صديقه الشاعر حاتم جوعيه فأهداه هذه الأبيات الرائعة:
يا حاتم بالوحي ساكب مدامك
وقبل ما تبعتو بيوصل سلامك
اذا حزنان بتبكي الحجاره
وفرحنا من ورا تخرطش قلامك
بيقلك عصرك بحسن الاداره
عطيت الشعر خالص اهتمامك
الوف الناس من فيضك سكارى
وانا و"الشربل" وقعنا بغرامك
سمحلي قلّك بأصدق عباره
محب وناطح الزرقا مقامك
لما لموقعي قمت بزياره
يسوع الناصري صارو عيوني
بعد ما تمسمرو بروعة كلامك
**
الشاعر عصام ملكي يبكي رحيل زوجة صديقه الوفي سليم الشدياق، فلقد غيّبها الموت عن حياته المملؤة بالحب والعطاء، وعن عيون أفراد عائلتها، الذين أدمتهم المصيبة وهم في أشد الحاجة الى وجود الأم بينهم. وها هو الشعر يبكيها بدموع حمراء، ويعزي بشري بخسارة فلذة كبدها:
عليكي تيريز كتار بينوحو
وزوجك حزين وطالعه روحو
كل ما المرض بالناس يتجسّم
بيروح موسم وبيجي موسم
وقبل الترم في ناس بيروحو
أكبر مصيبه نهايتك هيكي
بحر الدمع طايف حواليكي
زوجك يا دلو ودّع رواقو
دقتي العذاب الما حدا داقو
ودابو قلوب ولادك عليكي
منّو حزن أولادك شويّه
من الدمع صارو تيابُن مويّي
وعنكم أنا ولا يوم كنت بعيد
خيي سليم بقولها وبعيد
وانتي يا مرحومه مرت خيي
ويا حاضرين وللوفا ترياق
تيريز كانت كلها أخلاق
من قبل ما خدّي بدمع طرّي
بقدّم تعازي القلب لبشري
ولكل عيلة ليشع وشدياق
**
الشعر من بعد ما بيّن عظيمو
اجا عا المجتمع موسى كليمو
وطلع بالجو صوت الشاعريه
ما بدنا من القلم تنقام ميمو
المعاني مش عم بتطلع عبيه
ما فيها لون عم يطلع "بريمو"
الوعي بيقلها منك قويه
جديدي بطّل يخاوي قديمو
تا اقعد عا السكت ما عاد فيي
النشاط من الارض حبيت قيمو
انا اسمي رسول الابجديه
كلما عا الوحي اكتب كتابي
القوافي والحروف بيستقيمو
شروقي
نسم عليي الهوى وحولت عا "جولي"
وبالحال الها قلت صولي معي وجولي
جايي تا جسّ النبض عا طلة الاعياد
زوجك بشم الهوا عصافير قالولي
تفضل قالتلي وركض راحت على البراد
وجابت مويي وعرق مع صحن تبوله
وحسن الضيافه ابتدا وصار المضى ينعاد
والكاس قال الالو وجهين جيبولي
وقلل وجودو الحيا والشد فيها زاد
وتشرين عمري انشلح واخضرت فصولي
وللهمس قال اللمس ما بوقف على حياد
ولا يوم قال الغزل مش شمعتي طولي
وبالحال لما الوحي عمر بيوت جداد
هيي وبخلط العرق بالميي مشغوله
المريول منها وقع قالت يا نحس هماد
ويا دين "ملكي" تعو المريول لمولي
جربت لمو زحطت عا لعبة الاولاد
وجولي بنبرة غضب قالت شو مخجوله
مليح اللي ضهرك اجا عا شقفة السجاد
يلعن الساعه القلت تا تلم مريولي
إنتي يا هلي بالقلب كنتي
خبزتي مصيري قبل ما عجنتي
دروبك لانو غنت مسامير
لحالي قلت: منها السنه سنتي
هرو جناحي بقلة التدبير
وانتي عا هر الريش ما حزنتي
وقال المعنى: تقبر التعتير
مين اللي قال مزوجك بنتي؟
زغرو الاماني وصار همي كبير
وإنتي مع البيلين ما لنتي
ولما خيالي طلق التفكير
كل القصايد سافرو من البال
وما ضلّ الا ملحمة إنتي
يا مقاطعه الصدفه العليها بمون
حلك بقا عالعاشق تحني
بحلف لكي الا لكي ما بكون
قوانين لا تسني لكبر سني
جنيت فيكي والجنون فنون
وانتي ما بدك بالهوى تجني
عا كل شده عم تحطي سكون
وعا كل مدة إيد بتعني
ماشي معك عالعود والقانون
واني شريف بتعرفي اني
سلام الايادي عاملو قانون
ومش باعت لعندك نظر جوعان
الا وعا كتفو مرحبا مني.
انا عا صرخة التفكير جايي
وبلاد حروف عم إشحط ورايي
تا فيكم تقطعو بحور المعنى
ضروري اضرب البحر بعصايي
خيالي هيبة الكلمه تبنى
وصفاها وقفو قبال المرايه
تا تبقى روعة الشعر المغنى
بضمير المستمع بنت الحكايه
يا جو الشعر بوجودي تهنى
بدايه عطيتك بيوم النهايه
لانو بموهبة احمد وحنا
ما فيها ترافقك عين العنايه
ما حبو المستوى يعيش بزمنا
متل ما كان عايش بالبدايه
وقالو الطالعو لما تسنى
عا ديهم كان جناز القرايه
انا شاعر عا وزن الحب غنى
وعا وزن المرجله نسم هوايي
شموخي شمخة الارز بوطنا
وبشعر المرتجل باخد مدايي
الحرف بيقول: يا مسؤول عنا
بكل مناسبه جدد صبايي
وكلما بكلمتي وجهو تحنى
عا خشبة منبري بحكم ولايه
وانت يا مدعي وشعرك تدنى
انقبر من هون لا تكهرب سمايي
الشعر تا تنقلع عنو استمنى
لا ترفع راسك بوجه الفطاحل
انت محسوب عا اهل الهوايه.
نفقت هلق ما بقا مني
الا خمس كمشات هو هني
عوعد مصيري ويبس التفكير
حلك شريعة حبك تسني
صاير عا ذوقو العقل عم بيطير
وتفسد الآخ بكبر سني
ولما بصفوفي علم التقصير
حب بغبار الارض يعجني
شعر العا راسي كان عابي كتير
ودع شلولو وبقيت الحنه
قلت لضميري: طلعلك بتقرير
قديش بسوى اليوم تمني
وللحلم قلت: بيلزم التفسير
روح وتعا وبالخير طمني
بدل العرق عم إشرب سواكير
طالع عا بالي جن جنني
وبالرغم انو تحوزق التعبير
ما بيلتقي فيي ولا انه
عم ضل صوبك إفقع مشاوير
مخلص وفي وحق السما والارض
يا ريت فيكي تعرفي اني.
لبنان ليّي متل بي وام
راجع لعندو ودمعتي قدي
تا لم غبرة ذكرياتي وشم
بعمشيت وجبيل وكرم سده
جايي تا اعمل من لقانا عيد
وطعمي الحرف قيراط من علمي
ما بريد وحياة السما ما بريد
خلي السكوت يكابش الكلمه
بجوي الوحي عم يطرش الالوان
وبيت المعنى حصتو كبيره
انكان السمع هوني بدون سنان
بيقدر يلعوس شعر عا النيره
بالكاس بدي هون خلقي فش
واني تا دوخ من الشرب كلا
ان غطيت حالي بالخمر ما بتش
لا تشارطوني بتخسرو والله
رح ضل غني للهوى ولبنان
وبكل نزلة عمر شدّ طلوع
الموت الطبيعي مفنكسو من زمان
ما بموت الا من الفزع والجوع
الكانت بعيني متل زهر الفل
وكانت قبل عا خدود إيامي
لما قالتلي من حياتي فلّ
قلبي انشلح عالارض قدامي
إعدام حظي منحكم إعدام
وبالصف عم تسقط اساليبي
وشاب السهر بسوالف الايام
وصار التفاهم بيننا مصيبه
مش بس نشفت خلقة الاشعار
الكانو معي بالواجب يقومو
جاعو الحروف ومطعمه الافكار
بمرفع حديثي تعلمو يصومو
شفت الدني بحضورها أعراس
وبغيابها الافراح ما انهزو
ولما الوحي نازع بوجعة راس
وقفو الحروف صفوف تا يعزو
ولما قالتلي هون: ما بحاكيك
حسيت كوني ما بقا كوني
بقبشت عا هوني بقلب هونيك
وهونيك كان بدمتو هوني
ببيوت شعري تجنسو الاوهام
وصار الوجع بالبال مرجوحه
وفوق الورق عا دمة الاقلام
عم تطلع الضمات مفتوحه.
عيدي صفوف المرحبا عيدي
بساعة لقانا عيدك وعيدي
خفّ النظر لا تمغطي مسافات
إنتي وبقربي بشوفك بعيده
حفيان ماشي والدرب حيّات
والهم عا سلالم تجاعيدي
ووقت اللي وقفو عقارب الهمات
ساعة خلاصي شلحت من إيدي
لا تصرفيني بساعة الحزات
تا تقدري مني تستفيدي
بكفوف ديي في لكي سلامات
بشوب الدني بتضل بريده
معمر لكي مدماك من هيهات
ويا بو الزلف عصرت عناقيدي
تا تسكر بخمر الاخد والهات
اوزان ناسيها الفراهيدي
النزله قويه وما معي فرامات
وعالسوق ما بتنزل مواعيدي
غبّ على قلبي ونشفو الدمات
وطار العقل. شو بعد بتريدي؟
ما قدرت حارب عسكر اللهفات
ودلي القدر عا مرحله جديده
وقوص بحب الغير حب الذات
بواريد عندي والرصاص كوام
وبالسحب ما بتطلع بواريدي
نحنا ما عنا مين يتشفع
تا ندوق شقفة لحم عالمرفع
بالكون ضعنا بين خود وهات
وغير الصلا والصوم ما بينفع
كلما نجي عا سيرة القيمات
ما في صديق المخل عم يرفع
القالو لنا تا نقلهم إخوات
زنودن بساعة دفشنا بترفع
وكلما نجي تا نفتح ملفات
بتلبس الصرخه كلة المدفع
بحيث الصداقه كلها غايات
ما منسمع الأهلا ويا سهلا غير
ما يكون فينا حقها ندفع
جناح الصداقه صارت بلا ريش
وعا كل وبرة هرت مندمع
بالمختصر راحة فكر ما فيش
وما في أمل بالجو عم يلمع
وما زال راسو كبّر التشويش
فيي البشر ما بقيت رح اجمع
بآخر ما عمر ربنا رح عيش
ما بحب شوف فلان وفليتان
ولا بريد إني خبارهم إسمع
عا الاوف شدوا ولحنو معنا
وخلو جمال الشعر يجمعنا
انكان الحكي علامات استفهام
بصف الحروف بيسقط المعنى
بدنا كلام على الحرير ينام
وكلمن إلو دينين يسمعنا
وبدنا الفشل ما يفشخ لقدام
ومن كل شوفة حال يمنعنا
نحنا رمينا للزمان سلام
وحق الوقوف يخلقتو دفعنا
بالارتجالي منرفع الاعلام
وبيضل حاكم عيد مرفعنا
بصابيع دينا عم نشق ثلام
بأرض الفكر تا الزرع ينفعنا
وكلما فتحنا جبهة الاقلام
عم ترقص وتديك مطابعنا
قولو لهل بيعيش بالأوهام
ولا يوم نحنا لكلمتو جعنا
من قبالنا يشرف يفل قوام
كلما نجي تا نجاوبو الالهام
بيشفتر وبيقول: يقطعنا
الحرف وانا منعمّر المطلع
بيجوز نحنا من فرد مقلع
ببيتي أنا وشالح ورايي الكون
وهوي ببيت الشعر قاعد هون
تنيناتنا من البيت ما منطلع
بإيد الوحي هماتنا جمعنا
ومونه عا وزن وقافيه معنا
ممنوع نخلط فاعل بمفعول
وكلما طلع بيت الشعر منقول:
عالسوق ما بينزل بلا معنى
بحيث العلى درجه ورا درجه
ضروري الدني ابداعنا نفرجي
اللون العا كتفو حامل الموال
وببلادنا تعود على الشروال
صرنا بسدني نلبسو فرنجي
ما في حدا من كلمتي بيشكي
بقبل اذا قالو: الحرف ملكي
معروف انو بالجزر والمد
شعر الركاكه اخرس بينعد
وشعر الحلو بالسكت عم يحكي
شاعر انا وعندي عمق علمي
وروعه زمام الامر مستلمه
يعني أنا "اني انا" بعتز
عالابجديه ما بقى انهز
صار الحرف عم يسمع الكلمه
إنتي بجنه والفرح موجود
والحظ قلك: كبشي بايدي
وهوني انا مكبش بريشه وعود
وعم دوزن على الآخ تنهيدي
صرخة خيالي متل دود القز
كانت تحيك عالورق حلمي
وكانت الكلمه عالسكت تنهز
صار السكت ينهز عالكلمه
إصبع بصف كلام ما برفع
صاير قعودي فراغ الكراسي
وقديش بدها الادويه تنفع
من بعد ما ختير وجع راسي
ما قدرت داوي الخاطر المجروح
واطعم حريق العاطفه مويي
ولما تركت العقل مني يروح
خلف جنوني خوات وشويه
بينك وبيني عيلة مسافات
ولهفه نبضها بتقدري تجسي
وناطر زماني يلهت الصدفات
تا إقشعك من دون ما تحسي
سينا بعد ما زرزق البطحه
الضمه بعيونو شافها فتحه
ولما نظم شعرو بقلة دين
قالو الحروف بساعة التدشين:
لا تحط كل واحد على صفحه
قلن: ما زال بتطرقو عالباب
بلمح البصر رح تقبضو الاسباب
ما بقيت لا ازرك ولا احشي
عا خط فرفط كلمتك يمشي
تا صير اطبع كل جمعه كتاب
وقلن: تحيه لكلمتي ادو
جزر الحكي مرغوب مش مدو
لما انا حبيت شاعر كون
قالو تا حتى فتفت المضمون
شعر الحداثه رص ما بدو
وللناس قلت بلولحة ديي
تا تعرفو يا نور عينيي:
شعري بلا طعمه بينسمى بالحال
وقت الانا ما بفهم المنقال
ووقت الما فيكم تفهمو عليي
لازم يا سينا تدفع عموله
عا كلمة البلجهل مجبوله
منثور ما بتنظم ولا مقروض
منو حداثه شعرك ومفروض
نعمل إلو بهالظرف جدوله
لا شك عندك روح غشاشه
ما بحب عيش بجوك الفاشي
رح فهمك مينك بأطرى لسان
متل اللي باع الابيض من زمان
من قماشة الماشي مع الماشي
عقرب مصيري بساعة نزاعي
وقديش عمر الآخ؟ مش واعي
حط الشقا علامات استفهام
وصارو شباب ولاد اوجاعي
بردان عم ارجف من الآلام
وضرب الابر بالجسم اقطاعي
وخلقة فحم عم تلبس الايام
وتغيرّت أخلاق اوضاعي
جربت غل بعب حالي ونام
وشيل الغضب من حدة طباعي
تا بكل فيي فسّد الالام
الما بتحضر بظرف الالو داعي
همي حقيقه والفرج أوهام
للأرض رايح صعب ارجاعي
عا وراق عمري تمشورو الاقلام
وقالو: "النهايه بين يوم ويوم"
ووحدي انا رح كون بوداعي
من هون عني يا دني حلي
نشفو السواقي ويبست الفله
خشمي انكسر عا خاطري المجروح
وعا كعب قرشي فرّخت قله
صوتي هجرني وبصدى المبحوح
ما قدرت قول لصرختي: فلي
وهلق انا خلف الورا مشلوح
صرفت الدوا تا إشتري عله
مش بس عم لاقي الجمع مطروح
صارت القسمه بتنضرب واللي
بيسمّ إني عالأرض مطروح
وصارت النقصه تنسمي هله
صوب الامل ما في درب مفتوح
يقدر يقول لدعستي طلي
وتا غيّر العدان مش مسموح
وكلما سألت الظرف بيقلي
بالبرّ ما بتمشي سفينة نوح
تا تقول دخلك واسطه عملي
ما بقيت راضي عالجسد والروح
الايام خوتا والفرح نكيح
ومن طوفة الآخات يا دلي
وقد أعجب الشاعر عصام ملكي بقصيدة صديقه الشاعر حاتم جوعيه فأهداه هذه الأبيات الرائعة:
