لأول مرة أقرأ قصيدة يستنطق فيها الشاعر رجلاً رحل عن هذه الفانية. ماذا يريد الشاعر عصام ملكي من هذه القصيدة، ولمن يريد أن يوصلها؟.. ومن هم الذين لم يأتوا للعزاء بل للتأكد من رحيله؟ أسئلة حيّرتني كثيراً وأنا أقرأ آخر ما جادت به قريحته:
**
رايح انا من هون مترسّم
نسيت الحكي ونسيت اتبسّم
والمعرفه بها اليوم هيي فرض
نحنا مواسم كلنا على الارض
بيروح موسم وبيجي موسم
ممقوت وحياة السما ممقوت
ما حسبت اني بهالسنه رح موت
ممنون حضرتكم يا أشرف قوم
جيتو تا حتّى تودعوني اليوم
هوني أنا جوّات ها التابوت
من حيث اني عا الارض سايح
بيجوز حولي تقشعو قبايح
حق الصداقه ناس ما بيوفو
مش للعزا جايين تا يشوفو
كنو صحيح على القبر رايح
نهاية انا من الكون ها هيي
طول العمر معلوم مش ليي
يا حاضرين صحاب او اغراب
بحكم القدر رح صير جوز تراب
فيكم شو بدكم تزرعو فيي
تحاشو الفقر يا رفاقنا تحاشو
يمكن ضرب ها العصر فوفاشو
سألت السما ورحت عْلى كعب الكون
وبين الغنا بقبشت هون وهون
وما لقيت أوف يطلّع معاشو
عا الابجديه عهد المجاعه
شرَّف بعد ما عطيت الطاعه
ما في عمل والهم حجمو كبير
وحرف الهجا راكض ورا التفكير
تا يشغلو ولنو ربع ساعه
ما قدرت فصِّل للوحي قماشي
واللي بقي من هيبتي ما شي
عم يبرم التحليق عا الالهام
وعا ربع ورقه بوازها الاقلام
عم تبرم وبعدو السكت ماشي
ما بقيت عن شعر الزجل راضي
طالع عا بالي كلمتو قاضي
بالامس كان باغلب الاحيان
الموال يطلع عا الدني مليان
واليوم عم يطلع على الفاضي
لعندك يا سيدني جيت من كومة سنين
وكانو حواس الخمس منهم عارفين
ولما عا ايا بلاد صارو يسألو
قلتلهم عالوين مدري لعند مين
الحاصود فيكي عم بيشلح منجلو
واستاذ يعمل بين حين وبين حين
ومن ساعة الفيكي عيوني تقابلو
دقات قلبي عا العقارب واقفين
بمجاهلك كلما جهودي توغلّو
بلاقي الاعانه عا الطريق درابزين
وهلي عليكي من قديم توصلّو
قالو الدني من هون صرنا شايفين
بالرغم انك بالحلا صرتي ملو
واللي بيحبو الكاس كاسك شاربين
ما في امل اني ربيعك اقبلو
النحلات مش عم يبعتولو مطربين
مش بس انو الزهر ريحه ما الو
عطرو ما فينا نشم والمالك حزين
وزهر الربي عا تراب لبنان الحلو
كلما بعبيرو تشردق هبوب الهوا
بلا مواخذه بيصير يسعل ياسمين
تا تاركه حولك حواليي
بحيي انمرقتي الحي لا تحيي
مهما جناحك بالسما علّو
كذبك بيضل يفوش عا الميه
تيابك عليكي هلهلو وحلّو
وصعبه مزادك يوقع عليي
اللي بيعشقوكي عنك تخلو
حاجي بخيط الشمس تتفيي
ومن جهتي اللي حالتي تولّو
قالو التعب عا نمرة جريي
هربان مني واخوتي صلّو
منشان ما اوقع بايديي
جيوش الصبر من ساحتي فلّو
من سيرة التفاح والحيه
وهلق بعدما عواطفي قلّو
طلق لساني كلمة خطيه
سودا الدني وانوارها ولّو
ودعسة عتم بخراج عينيي
صار النظر عم يبرد محلّو
وهونيك هلّق ما بقى هونيك
وهوني نقل بالرياح شويه
انا بالريف ساكن والمدينه
ورايي شلحتها لأجل السكينه
بصفاوة جوّها رافق مدايي
رفوف من العبير الياسميني
ويا انتي العاشقه فنون الرمايه
بشلحة عين صعبه تشنكحيني
جمالك عوعد بعين العنايه
وعنادك رقبتو صارت تخينه
ووجودك ما نزل ضيف بسمايي
وجدالك طالع بكذبه بدينه
ولأني منتفخ منك كفايه
ما بدّي وين بيتي تسأليني
طريقي اليوم صوب اللانهايه
بدعسه ناقصه لا تلحقيني
وجريمه تبعتي صريخك ورايي
اتركي الصرخات وبهمي اتركيني
بحب الذات في عندي هوايه
ما بقدر قول ريتك تقبريني
خلقت ليي ونهار الجوع جايي
ما بقدر من انا بالعمر اشبع
اذا بدك عليي تسابقيني
بسحبه من الغزل نزفت دواتي
حبر بيساهم بدورة حياتي
ابعتيلي ظرف يقرضني فلوسو
تا اقدر للحرف عير التفاته
غرامي بدمتك سوكر جلوسو
وقلك عا الهوا بوسات هاتي
وعا حالو ضل ما غيّر طقوسو
تا حتى تندمج ذاتك بذاتي
يا نوسو بقول ما ضينا يا نوسو
بايدو كنت عم اجمع شتاتي
المسافه كنت اقطعها بموسو
وعقارب ركب لساعة خواتي
خيالك كلما يحضر ببوسو
وعا سحنة شفّتو معلّم لهاتي
بشغل البال متسجّل نفوسو
وتا حتى ضل شوفك تقبريني
عا رفّ العين حاطط ذكرياتي
بصراحه يا هنا افضل بلاكي
بلايي من ورا حضرة بلاكي
وهمومي ولادهم عا الراس جابو
وعا حالي وعا العصا عم ضل تاكي
انا انسان ما بيوقف عذابو
عليي من قبل ما خلقت باكي
وجودي مش رح يغيّر تيابو
تا حتى يضل قايم ارتباكي
ابعدي عن خلقتي الايام شابو
ما فيكي ترفعي قبالي لواكي
وروحي عا زمن يقبر شبابو
ما بدي يكون عن يدّك هلاكي
عليكي الذوق ما بيكتب كتابو
ووراكي ماشيه يحرق سماكي
وغرورك بالطرح ضارب حسابو
وما عاود عا الهوى نسّم هواكي
حضورك عا البشر شابه غيابو
وصباحك صار انزع من مساكي
ما زال القلب جبتيلو عذابو
وما فيكي تغيّري مجرى حياتك
انقلي من البال تا كنّس وراكي
هلي قالتلي شم اصحا تدوق
وهربت من سلامات ايديي
من كتر ما فيها كنت معجوق
صار النظر يفرك بعينيي
راح الهنا لهونيك مدري لوين
وبعدي انا لابس شغل بالي
وتا تقصر مسافة ما بيني وبين
حالي صرت اركض ورا حالي
قلتلها بدرب الهوى ماضي
قلة خصيّه موقفي اظهر
بكرا انا رح جيب بعواضي
وشبرق شبابي وغيِّر المظهر
مفروض نرجع متل ما كنا
جودي بنظره تفرفح وجودي
ميّت تا اسمع شرّف لعنا
قهوتك عا النار موجوده
وهلق انا بين الضحك والآخ
عم ساير فصول الطبيعيه
تا شوف كنو بيلتقالي مناخ
يخلّي حياتي معلّقه فيي
يا عاملي مواعيد لا تطلّي
ريقك ما فيكي تقدري تبلّي
من الراس شيلي هيكل الموّال
وحياتك بقلك براحة بال
بدك قبل ما توصلي تفلـّـي
خلّي الصبر يبقى بحضن امو
تا يصير فينا وجودنا نلمو
الصقعه قويه ما لها دبار
وتلج الهوى كلو يا ولدي صار
مفروض انو ندوّبو عا النار
تا يصير فينا نقدر نشمّو
كيف بدّي اطلع بمطلع
ما ضل عندي ريق تا ابلع
لمطرح ما انتي وظفي التركيز
العصفور عاطي جوانحو التهميز
وما لو قلب من قعدتو يطلع
علينا بمزاد جنوننا وقعنا
والنا تمن اخلاصنا دفعنا
وما زال يا عيوني الغضب طوفان
بالبيت ضلي قافيه واوزان
تا يصير مشوارك الو معنى
لسانك يا بنت الناس عا الطقس افلتي
وان كان بدِّك تخوتي عليه اخوتي
مش بس انو حاكمو عا رض جنون
بقرص السما موجود عا قول العيون
شلعة غيوم بتقدر تمشّي الشتي
بقلك انا عن جد مش عن ولدني
يمكن تكون مشقلبه شهور السنه
ويمكن لأنو طلتك طلة عروس
كلما ابتسمتي الشمس بتغير طقوس
وكلما دموعك ينزلو بتبكي الدني
يمكن نظام اليوم ارجع خربطو
وبالبيت ابقى وعقد فكري فرفطو
وين الصحو بيكون مش معروف وين
عندي بسقف البيت هلق دلفتين
وما في عرس تا نقول حبُّو ينقطو
شوفي المطر بالصف قدامك سقط
وخيط الشمس عا الحارك بدنبو انلقط
ضبّي تا حتى نروح من هوني سوى
مش رح نشوف الشمس ونشم الهوا
نجوم الضهر بالصيف رح نقشع فقط
تعي يا موهبه محروق ديني
تا انظم شعر بيهز السكينه
الوزن والقافيه للبحر قالو
الحرف ربان والفكره سفينه
مدينه الشعر لا شك بجمالو
وعبيرو ابن روح الياسيمنه
وتا حتى يمرجح الشاعر خيالو
ضروري يكون ساكن ها المدينه
الشاعر كلمتو من شغل بالو
بشوبك سحر بيرِّق العجينه
وكلما العمر ختير راس مالو
الدهب بصير موّال الخزينه
وانا انسان اقوالو فعالو
ما بقبل وظِّف الشك بيقيني
قلت للابجديه كتير صالو
عيون مواقفي وجالو بسنيني
حرام الشعر ما جمعت بحلالو
الحقيقه ظاهره وبتعرفيني
اذا بدِّك زمان يشوف حالو
وشموخ بتطلبي كرمال الله
حروفك عا المنابر سلميني
الطفر زرِّيع عم يطلع بايدي
وقريبه الاخ والفرحه بعيده
حلفت ما بقيت رح اخد مواقف
الخبر عني عا نص الدرب واقف
بعد ما كان يقعد بالجريده
وبعد ما هرّ مني عنفواني
صرت فزعان عا تدحرح لساني
وتا حتى يضل عندي شعر بنّا
دفعت رعبون عا بيت المعنى
ولحقني القسط عا اخر زماني
عا قولي ما بقا عندي مهمّه
وحياتي الفارغه منها مهمّه
وجودي للملا اعلن جفافو
وخيالي للارض وصلت شفافو
وفركها بالليالي المدلهمه
انا هربان من ذاتي عا ذاتي
بنفسي الجايعه والهمّ اتي
يا عينين العنايه تقبروني
تا اقدر عا الحلا اشلح عيوني
دخيل الرب عيروني التفاته
لما التقينا وبلشِت الورشه
تطلّعت فيها وقْلبت كمشه
ولما طلع عا خدودها الوان
طعَّمت صوتي بالوما منشان
طفل اللمس بيناتنا يمشي
ووقت اللي موّج شعرها الاشقر
صار الهوى عا القلب يتدقّر
قالت تعا تا ناخد استقلال
ولما لقيت اللحم صار حلال
شلحت النظر تا جمسها يدقر
فيها سحرني المنطق الدافي
ووقت اللي صارو يعرضو كتافي
قلتلها بالدلعنه وبالغنج
يمكن يكونو شفافك من سفنج
من هيك نشفت خلقة شفافي
ولما قالتلي تحلل الممنوع
زمّر بنيي عا المدى وعا الكوع
وقلتلها من وين بيجنو
مكتوب ليي بالدني انو
يوم اشبع يوم موت الجوع
عا درب مش عم تعرف جريي
ماشي وسلامي قاعد بديي
رايح عا ذاتي وقلت مش رح روح
وشلح النظر ختير بعينيي
انتي وهم عا محورو بيلوح
سلامات ما برمي ولا بحيي
ضم الاحبه بدمتك مفتوح
لساعة لقا ما بقلك تهيي
بسرِّك اذا حبَّيت اني بوح
بتبقى البدايه بآخ يا بيي
المضروب عندك بالدني مطروح
وكيف ما انشويتي بتطلعي نيه
عمري انا خلف المدى مشلوح
زماني دني بتبرم حواليي
وغب على قلبو خاطري المجروح
مني اهربي لا تركضي ليي
تا تشرّفي عا البيت مش مسموح
وما في امل تتغنجي عليي
ضلّي بعيده بالجسد والروح
من التلج انتي وحضرتي من نار
ان دقيت فيكي بتقلبي مويه
طل الصباح ورفرف جناحو الندي
ونور الشمس زيزق عا نسمات الهوا
وقوس القدح عن وقفتو شال الصدي
وبقبش تا يعرف وين خط الاستوا
من النوم قومي اليوم عا ذوقك بدي
المنو جميل بقرنة السودا انزوى
وخلص وراقو وسافر الطقس الردي
وريق الجمال بطعمة اللون ارتوى
قومي وعيونك بالمناظر زودي
وزن الشعر والقافيه مشيو سوى
وعم تعرق بكفري حروف مجلده
الها انكتب تا تكون للكلمه دوا
بيتي طريقو بالعطور معبّده
والسحر ماشي غندره ورافع لوا
وفصّل لحالو الفجر خلقه مورّده
وموسم جنون الحب عا امّو استوى
وهوني انا مسمّر عا خشبة مقعدي
وراسي بديي بظرف منهوك القوى
قلبي خدي مشوار وبقلبو اقعدي
ولما الهوى بيجيب كل الاهتمام
شم الهوا بيصير عا حساب الهوى
رايح تا شوف الكانت بحيي
شوقي شحطني وشاحط جريي
وكلما مرق عا خاطري موال
يقلي شو باك تحرّك شويه
بجو الشعر كان الفكر خيّال
يعبر خيوط الشمس بالفيّه
ويدرز صور ويسرّج الاحوال
وليل ونهار يقايس عليي
ويا ما الوحي ربّى بظروفي عيال
وخلّى وجودو يلتفت ليي
وكان الحرف من زغرتو رجّال
بقصايد الاخات يا بيي
لكن بعد ما تبخّر الرسمال
غنّى الطفر بخراج ايديي
ولما العتم بجنون صال وجال
صار النظر يبرم عا عينيي
وهلي عا ديها تصرّفو الاعمال
صارت تطعّم دمعها مويي
وراحت عا مطرح ما اجا عا البال
وهلق عا جمر الصبر بالهونيك
قاعد انا وهوني وحواليي
هلي لها وللرب عم صلّي
منها ما عاد سلام يوصلّي
وصاير حديث خيالها ترقيع
ما عاد نتفة مرحبا قلّي
فيها اتصلت بظرف خيطو رفيع
وقلتلها متل الخلق ضلّي
الا الك ما بشرح مواضيع
وممنوع عبّي المي بالسله
ولما التقينا من كذا اسابيع
عا الطين زادت بالسكت بلّه
وقلتلها امري الهوى بيطيع
غيري انا ما بياخد محلّي
عيفي الجدال وبطّلي التكويع
عمري بايدك مسبحه تسلّي
لكن ما بعرف ليش عم بتضيع
عا الارض يوم ويوم بتعلّي
طالع فزع عا كعبها زرِّيع
بالرغم انو كسور ما بخلّي
ساعه عم بتفزع من التطليع
وساعه اذا بضحك بدون سنان
وساعه اذا بتشوف سنبلّه
ماشي بسدني ودعستي بلبنان
وخلفي امامي والقلب مليان
صارت شبر عا همتي الغبره
ومن عب صوتي هَرْبت النبره
واسمي ما بعرف بالدني شو كان
عا كل ذكرى بحركش شويه
تا صير اقدر اقترب ليي
بالرغم اني كيف كنت نسيت
عا هالدني من ساعة اللي جيت
راكض تا عرِّف خلقتي عليي
مزوّج عذابي والوعي مطلّق
والحل لا بكرا ولا هلّق
صاير متل مركب بَلا قبطان
وشلْح النظر داير على الحيطان
تا شوف كنّو صورتي معلّق
نفسي من الايام مخجوله
عني الي عم ادفع عموله
التفتيش عنّي صار نقدي ودين
احسن ما بقبش بين وين ووين
كني انا يا ناس قولولي
يا مدوبي بصابيص عينيي
رح دوب وبيشهد حواليي
ساكت عا همي والوجع قنطار
وبالرغم انو من خيالي بغار
صوبك ما بفتح سيرة المشوار
ما في درب بتساير جريي
بحلف انا وبقول ما بغالي
انو الك عم يرخص الغالي
بقلب القلب حافظلك التقدير
قولي تعا رهن الاشاره بصير
خيالك برملي عقرب التفكير
وقت الكنت رح روح من بالي
سكبتي لحالك وَهْم وسكرتي
وليي السمع بالعمر ما عرتي
ما قدرت لاقي بخاطري جبران
عايش لحالي بغيبتك ضجران
من بعدما عشنا العمر جيران
باخر ما عمّر ربنا صرتي
يا مصيبتي منها السنه سنتي
خبزتي عا ذوقك جو وعجنتي
وكيف بدو الحال يبقى عال
هجرتي الدني وتقطّعو الاوصال
الضيعه اللي فيها ساكنه بينقال
انو عدد سكانها انتي
كفّي طريقك بالعطا كفّي
كنو عليكي الخير بتلفي
صار القهر عا خلقتي الوان
حلّك بقا للحب تشتفي
بحكم الهوى صار الجمر بردان
وبعدك لهيب النار بتطفّي
انما شفت منك عاطفه وتحنان
بحلف الك مش ممكن توفّي
تيابي حواجز والجسد لهبان
وبصرت قُبَل بمنامها الشفه
من هيك عم قلك عيان بيان
كلما عا بالي تمرقي تحفي
حجمي ما بعرف بالدني شو كان
ويمكن وقع من جيبتي صفّي
واليوم من حالي صرت هربان
وما بقيت اعرف وين رح صفّي
لا تطعميني لقمة الحرمان
طار الصواب وصرت عا الحفه
واقف ما بين الاخره والآن
وحامل عا ضهري من الهموم جبال
وحسنه بتمي ودخلك بكفّي
الكانو ببسمه يبينو سني
بالحجم زغرو من كبر سني
وما عاد بدهم يقعدو بالبال
وما عاد يطلع للهوى موّال
وما ضل في عندي حدا منّي
وهلي عليي صبّت النقمه
قالت ما عادت حافظه رقمي
انطفيت معي ومولعه بسمعان
وهلي مرقت عا بيتها جوعان
خدّي اكل من ايدها لقمه
عا منبري عملو همومي جوق
ومدري عا ايا بلاد راح الذوق
يا ملاك حارس قلبت عليي
ان كنت مش رح تلتفت ليي
بهز السما وبوقعك من فوق
عا ارض عم تبرم حواليها
الهمه الضعيفه شاحطه جريها
من هون بدّي فل كيف ما كان
شايف دني بقراية الفنجان
وطالع عا بالي انقل عليها
كلما عيوني بسيرتك جالو
بيشبرق التفكير اقوالو
يا ريت صوبي بتمرقي يا ريت
جوع النظر قاعد على السكّيت
وناطر تا حتى تمرقي قبالو
لما تياب المعرفه حلّو
جروح القلب بالصبر ما تحلّو
مش بس انو حالتو بالويل
من ميل عم ينقل لتاني ميل
بصدري ما عاود يعرف محلّو
كلما بصباحي جانحك علاّ
بشلحة نظر عا الريق بتحلاّ
وحياتك عْلى المسك يا "الهام"
بصلّي الِك كنت السبع تيام
لوما الاحد عم ياخدو الله
جوِّك حلو وبيضلّ يشتقلي
وبدّك عا عقلك ينزرع حقلي
بالحب كلما اجمع المحصول
مينك شو اسمك للبشر ما بقول
عم قول هلّي اخدي عقلي
انتي يا هلي ناس مش عم تلمحي
وباب الضيافه عم تضلي تفتحي
بالبخل والتعتير عالمنا ابتدا
ضلي محلك لا بقا تزوري حدا
وهوني انا رح ضل قاعد مطرحي
نحنا بغربة بهدله عليها اضحكي
فيها الوهم عا الرمل عمر مملكه
مش بس فيها الوضع صار على الحديد
هوني ما فيكي تسمعي نهارك سعيد
لو ما بتم السكت عم ندلق حكي
هلي بيموت بها الدني عم يستريح
فيها القبيح مشلّش وراح المليح
ما في حدا عم يحفظ وصايا العشر
لما حدا بيموت بيطلّو البشر
مش للعزا تا يعرفو كنّو صحيح
نحنا بحالة حرب وبعيد السلام
والا علينا مش عم نوجه ملام
الحاله بوطننا اليوم بتجيب الفزع
وما زال زاد الكفر والجو انتزع
مفروض انو نقول عا الدنيا السلام
