- قصيدة كنت قد أهديتُها إلى الشاعر اللبناني الكبير المغترب خالد الذكر الأستاذ (عصام ملكي ) . لقد نظمت هذه القصيدة قبل وفاته ، وعلمتُ قبل أيام بوفاته بشكل مفاجىء في ديار الغربة بأستراليا فأضفت للقصيدة بعض الأبيات الجديدة -
عصامٌ أيُّها الفذ ُّ العظيمُ أصيلٌ أنتَ مقدامٌ كريمُ
صَنعتَ المجدَ في كدٍّ وجُهدٍ وفي صرح ِ العُلا أبدًا مُقيمُ
بساحاتِ البلاغةِ والقوافي لكَ الصَّولاتُ ، والدًّنيا تقومُ
حديثُكَ يطربُ الألبابَ دوما وصوتُكَ إنَّهُ العذبُ الرَّخيمُ
كلامُكَ كلُّهُ حكمٌ وَوعظٌ وَشِعرُكَ إنَّهُ الدُّرُّ النَّظيمُ
وشِعرُكَ دائما أبدًا منارٌ يهيمُ الصَّبُّ فيهِ والحليمُ
وَشِعرُكَ إنَّهُ الذهَبُ المُصَفّى يحلِّيهِ لكَ الذوقُ السَّليمُ
عطاؤُكَ لا يُدانيهِ عطاءٌ وغيثُكَ لا تجاريهِ الغيومُ
أيا بحرَ المكارمِ دُمتَ ذخرًا لأهلِ الفكرِ ، يأتيكَ الحكيمُ
تنيرُ الدَّربَ في عتمِ الليالي ويجلو العتمُ .. ينهزمُ السَّديمُ
لقد أمطرتنا مدحًا وشهدًا ورُودُ الحبِّ ترتعُ والنّسيمُ
وأنتَ،الدَّهرَ،في الوجدانِ تبقى وربِّي شاهدٌ دومًا عليمُ
يحبُّكَ كلُّ مقدامٍ أبيٍّ وينأى عنكَ مذمومٌ لئيمُ
فأنتَ الحُرُّ في زمن ٍ تهاوى وإنَّ الحُرَّ في الدُّنيا يتيمُ
وترحلُ أنتَ عنَّا دونَ إذن ٍ رحيلكَ إنَّهُ صعبٌ أليمُ
جنانُ الخلدِ منزلُكَ المُفدَّى وللأبرارِ دارُهُمُ النَّعيمُ