إن أنسى لا أنسى تلك الزيارة التي قمت بها الى منطقة "كمبلتاون" حيث يسكن الشاعر الصديق عصام ملكي، وكانت الساعة تقارب الرابعة والنصف بعد الظهر، فإذا به يدعوني الى الجلوس في حديقة منزله، لأمتّع ناظريّ بمشهد قد لا أراه طوال عمري، وما هي إلا لحظات حتى أطلت أسراب الطيور الملونة، وراحت تغط على رأس وأكتاف الشاعر ملكي، وكأنها صديقته الوفية، في زمن قلّ به الأصدقاء.
عصام، بكرمه الزائد، راح يطعمها بيديه، وهي تأكل بفرح منقطع النظير، لا بل كانت تقبل خديه بين الحين والآخر، وكأنها تريد أن تقول له، بطريقتها الخاصة: شكراً.
وأذكر أنني صرخت بأعلى صوتي، بعد الانتهاء من هذا المهرجان العصفوري الرائع: أنت يا عصام ملك الطيور. وما ان ناديته بملك الطيور حتى ارتجل ما يلي: شعري شعاعو ولّع نجوم الفلك وقلّي المعنى عندنا مستقبلك وشربل بعيني قال منصوّت الك ولمّا لقيت الكيف احساسي امتلك العصفور قلّي بزقزقه شاعر عظيم وهلّق علينا صرت يا ملكي ملك شربل بعيني **
انا بها الكون ما نسّم هوايي متل ما بريد والمشكل حكايه البرد طوفان وبعيده الحراره وبلايي مش عم بيقعد بلايي شعب تعبان ما عندو اداره بسوء الفهم بيقول الشرايه واحد بالكذب عندو شطاره وواحد بالشعر كهرب سمايي وواحد من بني ادم عفاره بيشوف الحال قدام المرايه
المحبه وينها ووين الطهاره المنها مش عم منقشع كفايه قلوب الناس صارت من حجاره ومن الشرير ما عنا حمايه الحضاره بها العصر منها حضاره الديانه واقفه والكفر ماشي نهاية ها الدني عاالدرب جايي
انا انسان ما بيوقف انينو ولشوفة حال عم يقوى حنينو مواس بعرض بالع بالطفوله وعذابي واجه السبع بعرينو
عا طول بقول للناس ابعتولي حدا فهمان انتو مجربينو بدي معرفه وبدي رجوله وبدي القادر بميزان زينو
هللي بيدعي انو اصولي خدمني الحظ لما عرفت مينو انطعمتو مرحبا لساني اقطعولي لأنو ملوّن ومحروق دينو
ولأنو قصتو صارت مهوله ضروري بالشعر قرّص عجينو لأنو للوفا اربع فصولي ما بقعد عا السكت كرمال عينو وبعرس الشعر ما بوقف شبينو
حالف يمين وقلت ما براضي المنو حدا اسباب امراضي قلي ضميري خاطري مجروح وما بنعرف زعلان ام راضي
قلت الجسد صاير بدون الروح وبيجوز بدها الروح بعواضي وعا الوزن ما عندي جمع مطروح ويوم الفرح صاير فعل ماضي
ولما سالت العم يهد صروح وعا بياض كنت لحضرتو ماضي شوباك ضمّك شايفو مفتوح والجمع قسمه ومجرمك قاضي
وكان السؤال على السمع مطروح وصادي الو ما عملتها ضاضي مش عم بشوفك وين عم بتروح قلي انا ما بلحّق مشاوير ليل ونهار بروح عا الفاضي
عصام ملكي، هاجر لبنان يافعاً، الى أوستراليا حاملاً شعره في قلبه، فكبر قلبه، وضاء شعره، وزاد العطاء، وأصبح من الشعراء الذين يشار اليهم بالبنان في كل ديرة ومكان. عصام ملكي شاعر كبير يستحق أن يكون أمير الزجل في أوستراليا بدون منازع ميشال قهوجي ـ 1968
عصام ملكي شاعر كبير ومن مميزات شعره سرعة الخاطر والارتجال مع المحافظة على عمق المعنى وجمال الصورة. عاش حياته في الغربة، وبقيت جذوره في لبنان، وهكذا فإنه شبيه بشجرة باسقة تخيم ظلالها على الوطن والمهجر معا موسى زغيب ـ رئيس جوقة القلعة 2004
عصام ملكي شاعر خلاق، لم يعرف لبنان ولا المهجر شاعراً بوزنه منذ خمسين سنة حتى يومنا هذا أنيس الفغالي ـ 1990
طريقة عصام ملكي في الشعر تختلف عن طريقتنا فشعرنا منبري وشعره "نسيج وحده" نهنئه على شاعريته الوقادة زغلول الدامور ـ جوزيف الهاشم 1990
عصام ملكي شاعر جبار عندما يكتب وبطل عندما يرتجل زين شعيب ـ 1989
عصام ملكي شاعر جبار من شعرائنا قل نظيره جان رعد ـ 1989
قصائده مخلصة للأوزان متراصة المعاني فلا فراغ بين شطر وشطر بل سياق معان متتالية وترتدي كلماته أحياناً وجهين للمعنى يزيدانها غنى وكل قصيدة تنتهي بدهشة وديع سعادة ـ 2004
ألم وقلم.. للشاعر عصام ملكي، منجيرة لا تسأم بحّتها، فكأنما هي، في ذاتها خارج ذاتها، تفتّش عن شيء جديد، عن عالم جديد، عن مجد جديد، تستطيب بسرعة الخيال قابلية الانفعال، فتموسقها أنغاماً مجنحة في شجا دائم الاشعاع
نعيم خوري
لا يمكن لأي ناقد أن ينكر الأبعاد الفنية لقصائد الشاعر عصام ملكي، خصوصاً حين يعمد الى توظيف الدلالات والرموز، ويستخدم لغة مزدوجة ذات احتمالا ووجوه متعددة، ويغيّر في وظائف العبارة، ليضع قصيدته "الزجلية" في موقع متقدّم من الشعر العامي المهجري
د. جميل الدويهي
وما ديوان "شقفة حجر" الى جانب شقيقيه "دمع ودم" و"ألم وقلم" باكورة منشورات عصام ملكي الشعرية، فقد سبق هذه التوائم ديوان "عذاب الحب" عام 1973. وليس معنى هذا أن ملكة الشعر تأخّرت عند عصام، إنما يعني أن عصاماً المثقل بمواسم السنين قد بدأ يلمّ بعض غلاله عن البيادر
جوزاف بو ملحم
ويبقى عصام ملكي القصيدة التي خطّتها أصابع الموهبة على صفحة مشرقة من ديوان شعرنا المهجري، ليغتني بها الحرف، وترددها الأفئدة جيلاً بعد جيل
شربل بعيني