الصفحات

ننشر في هذا الموقع أشعار الشاعر الكبير عصام ملكي

يا فلان يا ناسي

يا فلان يا ناسي كلامي سماع
اليوم الصداقه صارت بعمله
دخلك على الماضي شي مره رجاع
بتفكيرك وعا كتار سلملي

آخي بصراحه خلفت اوجاع
وعا صهوة كتافي تقل حملي
وصحبه قديمه بظرف سبع جماع
جابت قهر ما كان لازملي

قلوب البشر قديش بدها تساع
قلت لأنا كم مخلص اعزملي
ودخلك لا تطرح بالحياة جماع
وكل اللي بدي اعرفو احزملي

درب الخلاص مبقبقه تلاّع
وبكل وحده طالعه "دمله"
بسوق البزاري ناس عم تنباع
بسعر الفجل عن يد كم شيطان
وفي ناس عم بتروح بالجمله

كل الخليقه تراب


ها الكون كون الغير مش كوني
لا طعمتي بيعرف ولا لوني
بالوعد بدّي صرّف الاعمال
العالم ما بدي يشغلولي البال
ان كنت بدي فلّ من هوني

صوت الحقيقه وجودها نادم
معها بمجلس فكر ما تصادم 
بحكم القدر بدنا تراب نصير
ها الكون كلو كان بحر كبير
وكل الارض كانت بني ادم

كلما الخواطر تنغمش غمشه
النتفه بغضب منشوفها كمشه
كيف بدنا ندعم الاحساس
وكيف بدنا نكون متل الناس
ما زالنا عا الناس عم نمشي

قلت لحياتي بلا جدل اني
رايح فراطه مع كبر سني
لا طالب زمرد ولا الماس
كل يوم بعمل للوجع قداس
البدّو زماني ياخدو مني

عذاب وشقا وهموم بيكفي
ما في سعاده ترجّح الكفه
شو نفع عيشه سنينها بالدين
ان عشت عشر سنين او سنتين
من بعد موتي تراب رح صفّي

ما ضل عندي لمنبري نبره
وصرت بلا همه بعد ها الكبره
بحيث العمر عندي برفع الخيط
رسمي كتبتو من شهر للحيط
تا تصير فيها تاكلو الغبره

وجع زرِّيع

قلتلها ورحمة زغر سني
عبد لجمالك منحسب اني
جايي تا قلك روّقي بالمَون
من كون عم انقل لتاني كون
ومش كل ساعه بشوف حالي هون
اوقات ما بلاقي حدا مني

مش بس مش عم ينشرب كاسي
زرِّيع عم يطلع وجع راسي
وهلق على السبعين عمري فزّ
ومتل الخلق ما بقيت عم انهز
وبعدن بيقولو انت فحل الوز
وشو كان اسمي من قبل ناسي

شقاقيف صرت مطارح مطارح
وهلي جمعتو بالامس طارح
لعند المضى طالع عا بالي عود
ببكرا تفاهم ما بقا موجود
وتا اوصل لحقي بلا مجهود
بدّي عبكرا اعملو مبارح


بيت جدي

عا بيت جدي رجعت عا غفله
غنّي قصيده مضيّعه القفله
هوني وجودي كان تصويره
وهوني تركت عا المخل تطحيره
وهوني زماني كان يوقفلي

الباب القديم لحالتي توجّع
وقلّي بلسان القفل يا مفجّع
لما غيابك سجّلو التاريخ
بصمات صابيعك بالفساويخ
نطروك حتى لعندهم ترجع

وعا سكملة الصاير لها لونين
وما عرفت جدي جابها من وين
موجود مشط مختيرو زمانو
ومش بس انو مفرّم سنانو
ضرس العقل رايح على الميلين

وفي مكنسه ما بينوصل ليها
الغزّال عم يبرم حواليها
والطاوله التصليح عنها بعيد
وكرسي ما الها غير اجر وايد
الغبره فقط عم تقعد عليها

ما قدرت جدّي خلقتو المح
واحكي معو ويتسوكر المربح
وما في حكي عا شفه المزراب
وخزانة البلحيط حدّ الباب
ساعة ما بدها تمّها بتفتح


لحقتني المراره

يا ظلم الدهر عا مهلك تروّى
انا انسان عايش عا المقوّى
صرت للقعد مش خرج الدواره
وعا وجهي خلقتو التجعيد طوّى

وهبط بالجسم مدماك الحراره
وطلع برا العقل بحساب جوا
وبقلة مي لحقتني المراره
وعطش فكري لهلق ما تروّى

تا بَدْلي جيب عبّيت استماره
لأنو الضعف عا وجودي تقوّى
الهوى ما عاد نسّم عن جداره
وزماني اقبرو "الزندين لوّى"

وعا درب تجنست فيها الحجاره
بعد ما عتم شعر الراس ضوّى
المشي داير بهمه مستعاره
وكلما اوقع بخلقة طريقي
بتطلع وقعتي بلسان حوّا

الشاعر


الشاعر بعين الناس ما بيبقى حلو
انما كان عندو بكلمتو معمل حلو
بعين العنايه لازم يشوف الامور
وعا مواقفو اخلاق يدلق بالدلو

ومفروض انو يكون في عندو شعور
ويكون صادق والمحبه منهلو
ولازم ضميرو ينقرا بين السطور
كل ما عيون الفاحصين تقابلو

وفوق المنابر ينسمى مشعال نور
يضوي عا غيرو وكلمتو تطلع ملو
ويزورق المعنى عا موجات البحور
والمعرفه تحمل بديها مشعلو

وهلي حسود وبالنفس عندو غرور
لازم يغيّر منهجو تا نقبلو
ان شاف كلمه مرتبّه يبدي السرور
وللناس يحكي والحديث يطوّلو

ويقول شوفو شو كتب شاعر غيور
بالموهبه حلّق عا كون منجهلو
والحكم عندو يكون عادل والزهور
ما يقول عنها شوك للي بيسألو

الشاعر جريمه يكون عا شكل القبور
الخارج نعومه والعضام بداخلو
من واجباتو للوعي يركِّب جسور
هوّي خِلق تا يكون احساس وضمير
يعني حياة المنفقه مَنها الو


وحياة عينيكي

انتي الرواق وما حدا اروق
من الذوق الله خالقك اذوق
قلبي لكي تقدم عا ايديي
وخصرك بنظره طايشه تطوق

انتي شمس بتبخّري الميه
ومتلك انا بالحب متفوق
لا شك انو لحمتك نيه
ولا شك قلبي من الهوى محَرْوَق

جايي مشي وعم تلهت جريي
يمكن لعندك اوصل معوّق
وعم تبرم الشهوه حواليي
وتا اقشعك قديش متشوّق

وحياة عينيكي يا عينيي
عا كل هلي عرفتن محوّق
صايم الي يومين وشويّه
تحت الدرج حطي الي المفتاح 
طالع عبالي لحم اتروّق 
                  

أربعون زغلول الدامور

عندما توفى الله الشاعر جوزيف الهاشم الملقب بزغلول الدامور، كان أول من رثاه صديقه الشاعر عصام ملكي، وها هو الآن يرثيه في ذكرى مرور اربعين يوماً على وفاته، وإليكم ما كتب:

الزغلول مرجع لنا شاعر زجل جبّار
نهارات يا ما هدم تا يعمّر ليالي
كتار اللي غنو معو وتلمذو بهالكار
خلى حروف الهجا تلبس كعب عالي

كلما عا سدني يجي اعمل معو مشوار
وعا الكاس يمشي معو تصريف اعمالي
ويطلع بصوتو الحلو ونقول يا ستار
والدف يحمل الو عا الطاير رساله

للشعر كان الملك متلو بعد ما صار
في ناس قالو الو زغلول الفغالي
فوق المنابر عطى مواضيع باستمرار
وبكل سهره الغزل يطلع ارتجالي

سبّب رحيلو وجع ما في إلو دبّار
ومنشان خلي الحرف يبقى من رجالي
الالهام لما اندعى عا الأربعين نهار
قلي تا اعمل درج عا الراس بالآخات
تا يضل ذكرو يجي ويطلع على بالي
**
القصيدة الثانية

جوزاف هاشم شاعر وفنان
وعا كل منبر كان نور ونار
فلتة زمانو شرّف الإنسان
معلوم قبرو رح يكون مزار

طعّم كلامو معرفه وايمان
ولكل عروه كان عندو زرار
ما كان ينظم شعر كيف ما كان
ومنّو حبيبو القرش والدولار

وما كان يمغط باللحن اوزان
فيها كسر تا يرافق الاوتار
اسمو ابو الاشكال والالوان
وصاحب السمعه الما عليها غبار

بسيدني بيقولو وسورْيا ولبنان
شو ها المصيبه العم تبكي حجار
الزغلول راح ودمعنا طوفان
بلسان نحنا كل ساعه بقول
ساعة رحيلو اربعين نهار
**

البخيل

يا معبدين دروبكم كفّو
مشاويركم.. وفلان لا تلفّو
تا يكون صوتو عندكم مسموع
مفروض إنّو تفركو أنفو

ولا يوم كوعو عارف من البوع
المشيو معو من المعرفه تحفّو
ما بقول ألله ينزعو منزوع
استضيع صلا عا قرايب توفّو

بيمشي دفش ما زمّر على الكوع
صف الحضانه بالوعي صفّو
وتا يحط إيدو بجيبتو ممنوع
والعايزينو لحضرتو قفّو

وبيقول فيهم عم يشد طلوع
وهني عا جمر عواطفو تدفّو
ومره فقير وميّت من الجوع
إيدو فتحها وقال حسنه "بليز"
ببدال ما يعطي قري كفّو